September 17 2014

المرأة وسباق الأرقام والتواريخ

             لفت انتباهي إعلان لشركة دوف جاءت فيه معلومة تقول: واحدة من أصل كل 10 نساء تفخر بالإفصاح عن عمرها الحقيقي، ويهدف الإعلان إلى تحميس النساء وتشجيعهن على الاحتفال بكل الأعماربدلا من الشعور بالحرج.

ففكّرت بالموضوع، لماذا تحاول المرأة دوما إخفاء عمرها؟ وتغضب عندما يسألها أحد عن سنها؟ والجواب طبعا معروف وبديهي: لأنها لا تريد الاعتراف بتقدّمها بالسن… ولكن لماذا يا ترى؟ الجواب أيضا بديهي، لأنها تربت على الخوف من الكبر، ولأن مجتمعها ربط أهميتها وكيانها ووجودها كله بالأرقام،  وحدّد “تاريخ صلاحية” لكل مرحلة من مراحل كينونتها،  فبدلا من أن يدفعها المجتمع للإنجاز، صار يخيفها من كل دقيقة تمر، من كل يوم يمضي، من كل شهر يدخل، ومن كل سنة تنتهي قبل أن تنفذ ما هو مُتوقّع منها. فلكل وقت رقم، ولكل رقم كنية، ولكل كنية أهمية في تحديد ما إذا كانت هذه الفتاة تستحق الحياة أم لا، ما إذا كانت أهلا للإعجاب أم لا… والأسوأ ما إذا كانت تستحق أن تسمّى أنثى أم لا.

ففي الصغر، البنت أميرة، صديقة أمها، دلّوعة والدها والعائلة بأكملها، ويل لمن يحزنها، وويلات لمن يمد يده عليها، هي تطلب فتُلَبّى، تأمر فتُطاع؛ بعدها تصبح صبية ، شابة فتية، ومن هنا تبدأ التسميات والتعريفات ومن هنا يبدأ سباق الأرقام والتواريخ، فالسنتيمترات تحدد أنّ هذه طويلة وهذه قصيرة، والكيلوغرامات تجزم ما إذا كانت هذه رشيقة أوبدينة، وتكبر أكثر فأكثر، وتزداد الأرقام تحكمّا في روحها ووجودها وتوجهاتها وكل حياتها، ولا تعرف مخرجا من السباق على متن “القطار”، القطار الذي طالما سمعت عنه، والذي هو هاجس من حولها.

فهي تعرف كل محطاته، والمحظوظة تكون قد تلقت دروسا كافية للّحاق ب”القطار” في وقته. فكل بنت تعرف أنها لو لم تلقى شريك حياتها في فترة معينة، فإن القطار سيفوتها، كما تعلم كل فتاة أنها لو التقته وارتبطت به ولم تتزوجه خلال مدة معينة، فإن القطار سيفوتها، وإن تزوجته ولم تنجب منه سريعا، فسيفوتها القطار أيضا، وإن أنجبت بنتا لا ولدا، فعليها أن تحاول وتحاول في أسرع وقت أن تنجب الذكر، كي لا يفوتها القطار… إن تطلقت فهي على وشك تفويت القطار، إن تطلقت ومعها أولاد، فقد فاتها القطار، إن ترملت فهي مشكلة، إن ترملت مع أطفال فهي مصيبة لأن القطار حتما فاتها… إن  لوحظت شيبات شعرها فهي كارثة، فقد فاتتها كل القطارات، إن تجعدت بشرتها فهي مأساة تذكّر من يراها بأنها “خلص، راحت عليها”. فللوظيفة مدة صلاحية، وللزواج مدة صلاحية، وللإنجاب مدة صلاحية، وللجمال مدةصلاحية، ويل لمن تحاول أن تفكر حتى في تحقيق شئ انتهت صلاحيته، وعار على من تفصح عن هذه الأرقام التي تكشف صلاحيتها، ولكن مسموح لكل من التزمت بتاريخ الصلاحية أن تفتخر ب”إنجازاتها”، ب”شطارتها”، متناسية أن كل شئ في الدنيا نصيب، وكل شئ في الدنيا رزق مقسوم. وأن أي نجاح على أي صعيد هو من ناحية مجهود شخصي ومن ناحية أخرى رزق أو حظ، وأن محيطك يلعب دور كبير في تحديد هويتك شئت أم أبيت، لذلك أرجو كل المجنمعات الذكورية (وليست هي العربية فقط) بأن يعدلوا تجاه نصف مجتمعهم، بأن يشجعوها على الاستمرار والإنجاز والنجاح بعيدا عن أية أرقام، أو تواريخ، أو أعداد. دعوا المرأة تنطلق وتعكس جمالها الداخلي على مجتمعاتنا، سواء كانت طفلة أو شابة أو عجوز،  إن كانت عزباء أو متزوجة أو مطلقة أو أرملة ، سواء كانت  أم أو جدة، فالأنثى هي الأنثى، مهما اختلفت التسميات ومهما كان الرقم.،

">
نحنا والقمر جيران

الغربة؛ أصعب ما فيها أوّلها، لا يهم إن كنت تغترب عن أهلك أو بلدك أو ثقافتك أو حتى قارّتك، فالغربة من أي نوع صعبة، خاصة في أوّلها. بالطبع لا يستوي المغترب المجبور مع ذلك الذي اختار الغربة بنفسه، ولا يمكن مقارنة من يختلف عليه كل شيء مرة واحدة بذلك الذي اختلف عليه شيء واحد، ولكن بالنهاية، الفراغ على اختلاف درجاته يؤلم كل واحد بطريقة ما.

أوّل غربة لي كانت في أحضان الوطن العربي، تونس، أحببتها وأهلها الطيبين، ولكن كوني بشر لا أُنكر كم كانت أوّل فترة قاسية وصعبة. لم أترك طريقا إلاّ وسلكته لأشعر بأنّه لم يتغيّر علي شيء. ولكن، ومع إشراقة كل صباح، كان كل ما يحيط بي يذكّرني أني في مكان مختلف. رائحة الياسمين العطرة التي عشقتها وأدمنتها لاحقا، اللهجة التي كانت غريبة علي والتي كانت تُسمعني نفسها كلّما فتحت النافذة أو كلما خرجت من المنزل، الأصوات، العادات، الأكل، كل شيء كان جميل وله مذاق ورائحة مميزين، ولكن مختلفين عمّا تربيت عليه وتعودت عليه سنين عمري كلّه. كنت أشتاق لرائحة بلادي، شاي بلادي، قهوة بلادي، لهجتي، وجوه ناسي، أهلي، عمارات مدينتي حتى البالية منها، أشتهي أكلاتنا، تلك التي مهما حاولت صنعها في البيت، لن تضاهي طعمها التي تعودته عند شرائها من الشارع والمحلات الصغيرة. كنت أشتاق لكل شيء. لهذا كنت أفرح إذا ما سمعت شخصا من بلادي أو من نواحيها يتكلم في السوق، وأحاول أن أروي ظمئي بالمشي خلفهم للحظات معدودة لأملأ مخزون شوقي واشتياقي. لم يكن لدي حينها قنوات فضائية، ولم يكن لدي أصدقاء لا من بلدي الأم ولا من أمّي الثانية تونس. وفي يوم مشمس جميل، كنت أحس بالاختناق، لم أكن قد عثرت بعد على عمل، أحسست بفراغ فظيع وشوق أفظع، فقررت الذهاب إلى دكاّن الحارة (العطّار) لشراء بعض الاحتياجات المنزلية، كانت صاحبة الدكان حنونة جدا، تعلمني كل مرة مصطلح تونسي أو كلمة فرنسية، تطلعني على العادات والتقاليد  وتحاول جاهدة مساعدتي وكأنها تقربني. كان مشواري لها بمثابة متَنفّس. في ذلك اليوم ، وفيما كنت تائهة في ذكرياتي وإذا بي أسمع نغمات إحدى أحب أغنيات فيروز إلى قلبي:”نحنا والقمر جيران”، كان يغنيها شاب ما ويعزف ألحانها على غيتاره، في أحد المباني القريبة… لمستني الألحان وأحسست أني سافرت إلى عالمي وفرحت كثيرا كثيرا. وصلت لصاحبة الدكان، وبعدما دفعت الحساب سألتني عن وصفة “اللبنة” فأعطيتها إياها وقلت لها أنني سأذيقها منها في زيارتي القادمة، فقالت لي أنها لا تسأل لنفسها بل أن هناك شاب فلسطيني  جديد يظل يسألها عنها فوعدته أن تعطيه وصفة مضمونة لصنعها لأنها ليست متوفرة في الأسواق.

بعد أيام قليلة ذهبت إليها، كان الهدوء يلف كل الحي لا نغمات مألوفة ولا أغنيات عزيزة على القلب. وصلت للدكان وبعد انتهائي من الشراء شكرتني باسم الشاب لأنه جرب الوصفة وأعجبته وسأل هذه المرة عن وصفة الخبز، فأعطيتها إياها وتذمرت من طولها، فأعطيتها اسم المطعم الذي يمكنه بيع هذا الخبز ونبهتها أنه غالي بعض الشيء فشكرتني وذهبت. في طريقي للعودة سمعت دندنات تونسية هذه المرة، بنفس الصوت، نفس الشاب، على الغيتار أيضا، لا أذكر الأغنية، ولكن وقبل وصولي إلى المنزل بلحظات سمعته يغني “نحنا والقمر جيران”  مرة أُخرى، مع الأسف لم أستطع سماعها كلها ولكن أثلج صدري المقطع القصير الذي سمعته.

بعد يومين أو أكثر ذهبت للدكان، فشكرتني مرة ثانية، وقالت لي أن الشاب يحس بغربة شديدة ولكن هذه الوصفات تساعده على التأقلم وتوفر له مذاق أكلات بلاده، ثم قالت لي أنه جاءها يحمل كيس خبز بيد وغيتاره باليد الأُخرى، “وأذاقني بعض ‘خبزكم’ وكان لذيذا”، ثم أضافت: “أمّا موش كيما  خبزنا عاد”، فضحكنا معا، ورحلت.  وفي طريقي للبيت سمعته يدندن “أحن إلى خبز أمي وقهوة أمي” فلم أستطع أن أمسك دموعي التي تهاطلت لسببين، أولهما أني كنت أعاني من نفس هذا الحنين، وثانيهما أنه لا يوجد لدي أو لدى أي شخص في العالم أي وصفة تعطيه نفس مذاق خبز أمه وقهوتها… ولكن وفي قرارة نفسي كنت سعيدة، فمع أنّي لم ألتق ذاك الشاب، ولم أر وجهه قط، ومع أنه لم يراني ولم يلتق بي قط فقد أسعدني دون أن يعلم بنغماته ودندناته ولو لدقائق معدودة وقرّب لي مكان كان بعيدا جدا؛ وبالمثل فقد ساعدته أنا ولو بقدر بسيط على إحضار جزء من عالمه الذي يسكن روحه إلى عالمه الذي يسكنه جسده.

صحيح أن الغربة بكل أنواعها صعبة، ولكن أؤمن بأنه على الإنسان أن يبحث عن أي شيء مهما كان بسيطا أو صغيرا ليدخل السرور إلى قلبه وقلب غيره  بطريقة بريئة نظيفة دون انتظار أي مقابل. فالغربة إمّا أن تخلق منك إنسانا مرهف الحس وتفجر فيك جوانب إنسانية لم تكن تدرك أنها بداخلك، أو أنها تحوّلك إلى وحش عديم الإحساس والشعور، حاول أن تكون من النوع الأول… وإلى كل مغترب يشعر بالحنين أهدي صوت فيروز وكلمات أغنيتها العذبة، اسمعوا المقدمة الجميلة فهي جدا معبّرة:

watch?v=nfHoMCbMdyo

Category: Arab Societies, Just Personal, Posts in Arabic, Tunisia | 2 Comments on
نحنا والقمر جيران
July 20 2012

بداية رمضانية موفّقة">
بداية رمضانية موفّقة

 انتابتني  البارحة أحاسيس متضاربة فور إعلان أنّ بداية شهر رمضان المبارك ستكون اليوم، فرحت، تشوّقت ولكن خفت كثيرا من التعب والعطش والجوع، فالصيام سيكون هذه السنة 18 ساعة في كندا.  المهم تناولت السحور، وبعد صلاة الفجر بفترة تمكنت من النوم، وبعد بضع ساعات أيقظنا المنبه لبدء يوم جديد. قلت لنفسي: ما أجمل رمضان،  وما أجمل رائحة البن…هممم… بن؟؟؟ نظرت إلى نفسي لأكتشف أنّي واقفة في منتصف المطبخ أستمتع بغلي فنجان قهوتي الصباحي المُعتاد. وكانت هذه بدايتي “الموفقة” مع رمضان.

ولمن يتساءل عن أحوالي الآن في هذه اللحظة بالذات، فأنا صامدة مع أنّي “فرطت” من الجوع، نعم الجوع لا العطش، عكس توقّعاتي، وأشتهي كل أكلات العالم، كل هذا وباقي من الزمن حوالي الخمس ساعات… هذا بالنسبة لإفطاري أنا وعائلتي، فكان الله بعون كل فقير محتاج وجائع تمُر عليه أيام وليالي يشتهي كسرة خبز ولا يعلم أين ومتى سيُسَد جوعه أو يُروى ظمؤه. فعلا  أنك رائع يا شهر رمضان

Category: Canada, Just Personal, Posts in Arabic, Religion | Comments Off on
بداية رمضانية موفّقة
November 26 2011

ألزهايمر">
ألزهايمر

  الذكريات؛ تلك اللحظات التي نختزنها في عقولنا فتعود بين الفينة والأخرى لتذكّرنا بطعمها الحلو الذي تلذّذناه يوما ما، أو هي ربما تلك اللحظات التي تفرض نفسها على ذاكرتنا لتذيقنا مرها من جديد. الذكريات، إمّا نحبّها أو نكرهها، إماّ تلحق بنا أو نلحق نحن بها، تهرب منّا أو نهرب نحن منها، كلّها جزء من حياة البشر؛ وهي بحلوها ومرّها، ليست فقط قطعة من ماضينا، بل هي محرّك حاضرنا ودافع مستقبلنا، دون الذكريات لن نكون ما نحن عليه اليوم، ولا غدا، ولا بعد 20 سنة.

اعتبر جبران خليل جبران أنّ “النسيان شكل من أشكال الحرية“، فهل هو فعلا كذلك؟ هل يمكن أن نعد النسيان حرية حتى لو لم يكن خيارنا؟  وهل النسيان هو فعلا “أسهل طريقة للحياة” كما قال عبدالرحمن منيف؟

 قضى -ولايزال يقضي- كثير من الناس سنوات عديدة وأعمارمديدة باحثين فيها عن دواء سحري يعالج جراحهم ويمحي أتعس ذكرياتهم  وسمّوه النسيان، مفترضين أن النسيان هو الحل المُطلَق لكل مشاكلهم، فكيف لإنسان لا يتذكر أن يتألّم من الذكرى؟ ولكن فات هؤلاء أنّ التسيان حين يهجم لا يفرق بين الحلو والمر من الذكريات، وحين يسكن عقلا قد يحلو له أن يحتلّه بالكامل طاردا كل شيء في أسرع وقت ممكن… لم يتوقعوا أن النسيان متعب ومؤذي مثل التذكر أو حتى أكثر. وحين بدأت معاناة النسيان تنتشر بدأ هؤلاء الناس صراعهم للحصول على عكس ما كانوا ينشدون: دواء سحري يرجع لهم ذكريات حياتهم، كلّها أو حتى شيء منها، غير آبهين بما تحمله معها من سعادة أو كآبة .. أي ذكرى تعيد لهم إحساسهم بإنسانيتهم وكيانهم ووجودهم.

كثرت الكتابات والمقولات  عن فوائد النسيان، حتى أنّ الكثيرين تغنّوا به ولحّنوا له بديع موسيقاهم، ولكن قليلا ما نرى -وخاصة في عالمنا العربي- توعية أو تطرُّقا للنسيان بوجهه الشرس أو لمعاناة مرضى “النسيان القسري”، الذين لم يختاروا أن ينسوا ذكرياتهم ، على الأقل الحلوة منها، بإرادتهم، إنّما سُلِبَت منهم تلك اللحظات غالية الثمن عُنوة وبلا أي رحمة.  وهنا يكمن تميّز أقصوصة “ألزهايمر” للكاتب الراحل غازي عبد الرحمن القصيبي. فلم يكتب القصيبي عن المرض من ناحية علمية أو طبية مملّة، بل ناقش المرض وشرحه بطريقة مرحة، مستندا على مبدأ”شر البلية ما يضحك”، فيسرد تفاصيل ما يمر به مرضى الألزهايمر بخفّة دم رائعة، شارحا مرارة تجربتهم، والتضحيات التي يقدّموها هم ومن يعرفونهم، متطرّقا للمواقف المحرجة والمؤلمة والمخزية التي يفرضها المرض على ضحيته وكل من يحيط به.

 من أكثر ما أعجني في الأقصوصة، إبداع القصيبي في الإشارة إلى مواضيع مهمة جدا وحسّاسة من خلال سرد القصة الرئيسية، قصة مريض الألزهايمر،  ونجاحه في مناقشتها بشكل واضح وصريح وسريع  دون إطالة غير لازمة ودون انتقاص من متعة قراءة القصة. فقد قدّم القصيبي انتقادات اجتماعية واضحة مثل المراهقة، كيف كانت بسيطة قديما وكيف نجح الغرب في تحويلها إلى أزمة نفسية يصعب التعامل معها؛ وموضوع الاختلاط في عصور الإسلام الأولى وفي عصرنا الحاضر، وكيف أن الأمة العربية تعيش على الأطلال أسيرة لماضيها، هذا عدا عن تطرّقه للسياسة وانتقادها هي الأخرى بأسلوب ساخر قوي جدا، مثل السياسة الأمريكية-الصهيونية وتأثيرها على العرب… كل ذلك بأسلوب سلس بسيط وذكي للغاية.

وهكذا بدأت رحلتي مع كتابات القصيبي بآخر أعماله، وبعد رحيله، نعم، فقد نُشِرُت “ألزهايمر” بعد رحيل القصيبي، أي أنّها كانت آخر أعماله، والغريب في الأمر أنّ مكتبتي فيها تقريبا كل أعمال القصيبي التي سبقت “ألزهايمر” ولكنّني لم أقرأ أي منها بعد، واخترت “ألزهايمر” لتكون أوّل تجربة لي  مع أعمال القصيبي، والسبب هو الموضوع الذي لطالما أثار اهتمامي من جهة، ومعرفتي أنّ الأقصوصة وُلِدَت عند وفاته من جهة أُخرى. ويجب أن أعترف أنّ القصيبي -رحمه الله- نجح بكل بساطة بضمّي إلى قائمة معجبيه، فقد أبهرني أسلوبه السلس الرائع وذكاؤه في طرح أعقد الموضوعات بكل بساطة… وها أنا أنصح الجميع بقراءة هذه الأقصوصة المتميزة.

Category: Arab Societies, Books, Posts in Arabic | Comments Off on
ألزهايمر
October 3 2011

ليلة واحدة في دبي">
ليلة واحدة في دبي

دبي هي نيويورك … وهي دلهي

هي باريس… وهي القاهرة

هي الرياض وبيروت

دبي هي أنا، وهي أنت

دبي هي كما تريد أن تراها… كما تريد أن تراها

من رواية “ليلة واحدة في دبي” لهاني نقشبندي

في آخر أياّم إقامتي في مدينة دبي كنت في إحدى المكتبات أبحث عن بعض الكتب لأشتريها وإذا بعيني تلمح عنوان “ليلة واحدة في دبي”، والذي كان كافيا لجلب انتباهي وغزو قلبي وإقناع عقلي بشرائه على الفور، لأنني أحب دبي، ولأنني أردت أن آخذ معي تذكارا من نوع آخر في ذاك اليوم، ولكن عندما رأيت اسم المؤلف كنت على يقين أن اختياري في محلّه، فكثير منكم يعلم أنّني من محبيّ كتابات الكاتب الصحفي هاني نقشبندي، ومن متتبعي رواياته باستمرار.

لم أتمكّن من البدء في قراءة الرواية إلاّ مؤخّرا، ولكنّني حين بدأت لم أستطع التوقف. فكما هي حال كل روايات نقشبندي، فإنّ الأسلوب اللغوي السلس، والرمزية التي تضفي غموضا ممتعا على القصة، يحوّلان صفحات كتاباته إلى مغامرة فكرية شيقة فريدة من نوعها.

يطرح الكاتب قضايا إنسانية -وغير إنسانية- عديدة موجودة في زمننا وتغذّيها مجتمعاتنا المدنية بفوراتها الحضارية وسباقها  نحو التميز. تساؤلات عن الذات، عن الأنا، عن الأهداف، عن الأولويات،
عن الطموح، العقبات، الحلول، الطبقات، النفوذ، المال، وعن موقع الحكمة والبساطة في خضمّ هذه الفوضى العارمة.

هذه الرواية تجعلنا كلنا نفكر؛ في حالنا، هل نحن راضون عن أنفسنا وحياتنا أم لا؟ هل نستحق ما معنا أم لا؟ هل نحن قانعون بمن معنا وبمهننا وبوضعنا في المجتمع أم لا؟ هل سنظل نجري لنملك المزيد؟ هل نسينا إنسانيتنا؟ هل نجري في حلقة مفرغة؟ ما هو الآخَر بالنسبة لنا؟ ما هو مبدؤنا في الحياة؟ من هو شريك حياتنا؟ هل يجب أن نتغير؟ هل الحب هو الاحتياج للآخر؟ هل فعلا ينفتح باب عندما يُغلق آخر؟ هل الفرص أبدية؟

 لقد أحببت فعلا فلسفة الرواية، وأحببت الحِكَم الكثيرة التي سُرِدت فيها والمفاجآت الفكرية التي تخلّلتها، كما أعجبتني وصدمتني نهايتها المفتوحة. هي رواية تحكي واقعنا، وتعكس عالمنا الغريب، الكبير الصغير. ما أغرب الحياة، وما أعقد النفس البشرية.

 دغدغت هذه الرواية ذكريات جميلة عشتها في مدينة العجائب دبي، ففي كل وصف لشارع أوحي أو مجمع تجاري لي ذكرى جميلة، وفي كل ركن من أركان هذه المدينة الآسرة عشت تجربة فريدة من نوعها. أنصح كل محبي نقشبندي، وكل محبي دبي، وكل محبي الرواية العربية بقراءة “ليلة واحدة في دبي“.  رواية مختلفة وفلسفة شّيقة مثيرة.

Category: Arab Societies, Books, Dubai Diaries, Posts in Arabic, Women | Comments Off on
ليلة واحدة في دبي
May 15 2011

<div style=”direction:rtl;text-align:right”>منية أبو خضرا تفوز بأفضل قصة</div>

القصة القصيرة “تجاعيد زهرة” للكاتبة منية أبو خضرا، تفوز بالمركز الأوّل

Category: Media, International, Posts in Arabic, Women | Comments Off on <div style=”direction:rtl;text-align:right”>منية أبو خضرا تفوز بأفضل قصة</div>
May 8 2011

<div style=”direction:rtl;text-align:right”>مدوّنة فُرَص</div>

لا شيء يعجبني أكثر من الابتكار والإيجابية في النظر إلى الأمور حتّى في أصعب وأتعس الظروف. كما يُقال، الحاجة أمّ الاختراع، بغض النظر عن ماهيّة الاختراع وبغض النظر عنتعقيدهأوبساطته. وقد عُرِف الشباب الفلسطيني بتحدّيه للظروف، وابتكاره اللامحدود لإيجاد حلول لمشاكل مجتمعه، ولخلق فرص حُرِم منها، ومن هنا وُلِدت “فُرَص“.  يهدف موقع “مدونة فرص” الإلكتروني إلى تعريف المهتمين من الشباب و غيرهم بأهم الفرص المطروحة محليا و إقليميا …سواء كانت وظائف شاغرة أو منح دراسية أو مؤتمرات أو دورات تدريبية أو مسابقات و جوائز  كل ذلك من خلال مصدر موحّد وموثوق.

كانت بداية “فُرَص” مجرّد فكرة وليدة واقع يُلحّ بضرورة إنشاء موقع يساعد الشباب من كافة المجالات والتخصصات على العثور على فرص عمل ، ومن هنا، وبمجهود شخصي بحت قام الشاب علاء الملفوح بإنشاء “فُرَص” قبل ثلاثة أشهر تقريبا، حيث لمس علاء، كونه شاب فلسطيني وناشط مجتمعي، لمس حاجة الشباب العربي عامة والفلسطيني على وجه الخصوص إلى مصدر سهل للعثور على الفرصة المناسبة خاصة في ظل تعدد المواقع و المؤسسات. فأنشأ “فُرَص” كخدمة مجّانية، وكانت في مراحلها الأولى مقتصرة على الشباب الفلسطيني فقط تُطرح  فيها إعلانات وظائف شاغرة في فلسطين فقط، ولكن توسّعت “فُرَص” لتشمل إعلانات على مستوى دولي ليس فقط بخصوص فرص العمل، بل تعدّت ذلك لتُغطّي فرص الحصول على منح دراسية والمشاركة في مسابقات وجوائز وتدريبات  وغيرها من الفرص الدولية.

هذا ويهدف الموقع إلى: جمع الفرص المختلفة الموثقة المصدر سواء من الصحف أو المواقع الإلكترونية أو المؤسسات أو أي مصدر آخر، و دمجها في مصدر واحد و هو ” موقع فرص”؛ المساهمة في إشراك الشباب العربي في الأحداث المحلية و الدولية و الإقليمية؛ والمساهمة في تطوير الشباب العربي و تنمية قدراتهم عن طريق المقالات المطروحة.

يُجدَر بالذكر أن فريق العمل يتكوّن حاليا من شخص واحد فقط لاغير، أي أن الموقع هو ثمرة مجهود شخصي من علاء الملفوح، ولكن أخبرني علاء أنّه يطمح بتكوين فريق عمل يتكوّن أعضاؤه من مشاركين من مختلف الدول العربية،  لضمان خدمة أوسع وأقوى هدفها خدمة الشباب العربي.

.الموقع متوفّر حاليا باللغتين العربية والإنجليزية

أتمنّى من كل مهتم سواء كان مستثمرا أو مهتم بالانضمام إلى فريق العمل، أو أي شخص يعلم بوجود فرصة عمل ويود مشاركة الموقع بها، أن يتصل بعلاء على عنوان البريد الإلكتروني التالي:

forus.ps@gmail.com

كما يمكنك الانضمام إلى صفحة الفآيسبوك للاطّلاع على آخر أخبار الموقع.

Category: Arab Societies, Palestine, Posts in Arabic | Comments Off on <div style=”direction:rtl;text-align:right”>مدوّنة فُرَص</div>
February 3 2011

The World Needs To Know What Egyptians Want

As all of us have seen, how TV channels have been showing Pro-Mubarak protests through the whole country, trying to show an opposite stand to the anti-Mubarak protests. What the world needs to know, is that those are stupid thugs who are paid to do this nonsense, just to manipulate media and to win more time until Mubarak takes eveything back under control, using his stupid illegal inhumane ways that we all know.

Democracy never existed in Egypt, if those were Mubarak supporters for real, why didn’t they show up earlier?? why do they need to attack, beat, kill, injure, kidnap and destroy anti-Mubarak protesters?? why was Wael Ghonim (Google Head of Marketing MENA) abducted?? Why did Mubarak shut down internet, phones, and Aljazeera Channel (other news channels on the way)? why are journalists constantly being arrested and harassed? why are camera equipments being stolen and destroyed?? why are anti-Mubarak protesters run over by trucks, bombarded with Molotov cocktails and many others inhumane means of torture and intimidation??

PEOPLE OF EGYPT DO NOT WANT THE CORRUPT REGIME OF THE CORRUPT MUBARAK, DO NOT BUY THIS CRAP!
ANY SUPPORTERS ARE PAID THUGS, OR A FEW FILTHY RICH CORRUPT VIP’S, EGYPTIANS, THE REAL PEOPLE, ARE FED UP.

Category: Arab Societies, Media, International, Posts in Arabic | Comments Off on The World Needs To Know What Egyptians Want
February 1 2011

<div style=”direction:rtl;text-align:right”>“ادخلوها بسلام آمنين”</div>

اقشعرّ بدني حين شاهدت الشعب المصري يُدهَس بسيارات الشرطة، ويُرَشّ برشّاشات المياه وهو يؤدي الصلاة، ويُقذَف بالقنابل المسيلة للدموع جوّا، وكأنّه استعمار، احتلال يهاجم ضحيّته، وليس شرطة تتعامل مع شعب هي منه وفيه، من المفروض أن تكون حاميته وحافظة أمنه. والله دمعت عيني حين رأيت الرجال وهي تجري لتقف بجانب بعضها  لتنضم  إلى صفوف المصلّين بالرغم من رشاشات المياه وكأنّهم يقولون “طَز” فيكم… أسعدني تجمّع المصريين من مختلف فئات المجتمع ومن مختلف الأديان والطوائف ليثبتوا ا أن “سفالة” هذا النظام الدكتاتوري وحقارته إنّما تزيد الشعب إصرارا على الكرامة والحرية والوحدة.

مهمّة المصريين في إسقاط عديم الإحساس مبارك ستكون أعقد وأصعب من تلك التي أسقط فيها شعب تونس الأبيّ بن علي الفاسد، لسبب واحد، ألا وهو موقعها الجغرافي الذي بلاها بإسرائيل. وبما أنّ إسرائيل تقول علنا أنّ نظام، أو بالأحرى “لا نظام” مبارك أهمّ بالنسبة لها من ديمقراطية الشعب المصري، فأنا على يقين أنّ ما ينتظر شعب مصر الحبيب لا يسر أبدا. ولكن يظل همّ وقرف إسرائيل أهون بألف مرة من الذل والهوان تحت حكم مبارك، فإسرائيل بطبيعتها مستعمِرة، ولكن مبارك مع كل أسف مصري…

ندعو جميعا لمصر وأهلها الثّوّار الطيبين بالنصر والتوفيق والحرية والطمأنينة التي يستحقّوها لترجع مصر أم الدنيا، بعزّة شعبها ورضاه…  ولكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه هو: بعد أن بدأت تونس موجة ثورات الغضب هذه، هل ستنتقل عدوى الثورة للمزيد من البلدان التي تعاني الدكتاتورية؟

Category: Arab Societies, Media, International, Posts in Arabic | Comments Off on <div style=”direction:rtl;text-align:right”>“ادخلوها بسلام آمنين”</div>
January 15 2011

<div style=”direction:rtl;text-align:right”>تحيا تونس</div>

كلّنا تابعنا الحدث التاريخي يوم أمس، وكيف استطاع الشعب التونسي الحبيب تسميع صوته والثورة على نظام أحرق واستهلك أفراد مجتمعه على كل المستويات. ومع فرحة تحرير العقول تأتي فرحة الشجاعة في تطبيق ما يمليه العقل المتحرر وما يفرضه المنطق في حالة الملل من الموت البطيء، والألم من الركض في حلقة مُفرَغة للوصول للا شيء إلاّ المزيد من الشقاء والعناء… ليس لامتلاك قصر ولا للسفر هنا وهناك ولا للبس أفخم الملابس بل لتوفير أبسط حقوق أي مواطن، توفير لقمة العيش.

أذكر عندما تابع العالم بأكمله سقوط صدّام، أذكر كيف ثار العالم على الطاغية وأسِفوا كيف سمح لنفسه بأن يتحوّل لذاك الوحش الذي تمتّع العالم بإمساكه ومحاكمته، أذكر كيف تردد في الشارع العربي قول: ليكن صدّام درسا لكل دكتاتور… والبارحة كانت تتردد في الشوارع العربية والفضائيات الأجنبية نفس الكلمات، فهل سيكون بن علي عبرة؟ هل سنشهد تغييرا شاملا على مستوى الوطن العربي، للأفضل لا للمزيد من القمع والتخويف؟

لكل زمان دولة ورجال، هكذا علّمنا التاريخ، هكذا يقول المنطق، هذه سنة الحياة، يحيا شعب تونس، تحيا تونس حرة أبيّة، فهكذا يكون الرجال وإمّا حياة كريمة أو لا حياة على الإطلاق

Category: Arab Societies, Media, International, Posts in Arabic, Tunisia | Comments Off on <div style=”direction:rtl;text-align:right”>تحيا تونس</div>