تبّا لكم، اتركوها ترحل بسلام
لن أدّعي أنّي من متابعي ريم بنّا منذ بداياتها، فقد تعرّفت عليها منذ بضع سنوات فقط وبمحض الصدفة، عندما قامت إحدى صديقاتي على الفيسبوك بمشاركة أغنية لها، وعلى الفور أُعجبت بهذه الفنانة، أعجبت بصوتها وأدائها وشغفها الواضح في كل أغنية تغنيها.
بدأت أقرأ عنها وأبحث عن أخبارها، وكلّما تعرّفت عليها أكثر، زاد إعجابي بها أكثر فأكثر، فانضممت لمتابعيها وسرعان ما تحوّل إعجابي بها كفنانة ملتزمة إلى انبهار بها كامرأة صاحبة قضية، وكشخصية قوية ثائرة عنيدة وصرت أنتظر بفارغ الصبر ما ستكتبه كل يوم.
بعد فترة وجيزة ذهلت عندما رأيت صورها وهي حليقة الرأس تملأ شبكات التواصل الاجتماعي، فعرفت أنّ هذه الريم البريئة الجميلة التي لا تغيب الابتسامة عن وجهها، تخوض حربا ضروس مع أشرس الأمراض، مرض السرطان.
ومع أنّ السرطان منعها من الغناء لفترة، فهو لم يمنعها من الاستمرار في العطاء، فأبت أن تكون فريسة ضعيفة للمرض وآثرت أن تكون مصدر إلهام وأمل لآلاف المرضى، واستمرّت في مسيرتها كناشطة في حقوق الإنسان وحقوق المرأة، واستمرت في نضالها لشعب فلسطين، حاملة رسالة وطنها وقضيته في كل عمل تعمله وفي كل كلمة تكتبها أو صورة تنشرها.
مع كل أسف، كانت رحلتها في هذه الدنيا قصيرة، لكنها في هذه الرحلة القصيرة أنجزت الكثير، وحققت العديد من الانتصارات على العديد من المستويات وفي العديد من المجالات.
ومع كل هذا ومع أنّها عانت الكثير في حياتها، فلم يرحمها أشباه البشر بعد رحيلها، ولست أصدّق لهذه اللحظة ما يتجرّأ العديد على كتابته عن هكذا شخصية، لا أدري هل هو جهل أو غيرة، حمق أو لؤم، غباء أم شر، ما أعلمه أنّها ناضلت على طريقتها، فحاربت الاستعمار بصوتها، ونشرت الوعي بالقضية الفلسطينية على نطاق عالمي بموسيقاها، وزرعت الأمل في نفس كل مريض ومريضة بكلماتها الصادقة المؤثرة، فماذا فعلتم أنتم؟ ما هي إنجازاتكم؟ كيف حاربتم الاستعمار؟ بغيبتكم ونميمتكم على شبكات التواصل الاجتماعي؟ أم بسمومكم التي تبثوها بين أبناء شعوبكم وكرهكم الذي تغذوه في كل كلمة تنشروها؟
من أنتم لتحللوا وتحرّموا رحمة الله على عباده؟ من أنتم لتقيّموا حياة إنسانة فريدة من نوعها مثل ريم بنّا؟
إن لم يعجبكم تغريدها، فعل تعتقدون أنّ جعيركم يعجبنا؟ إن كان أسلوب نضالها لا يوافق ذوقكم، فلتناضلوا كما يحلوا لكم يا جبناء بدل الاختباء وراء شاشاتكم، ولكن اعلموا أنّ حبّها للحياة وتفاؤلها أقوى من خبثكم وترويجكم للكره والموت، وأنّ نضالها الذي تنتقدوه جعلها رمزا جميلا لفلسطين رغم أنوفكم التي تدسّوها فيما لا يعنيكم، وأنّها يكفيها شرفا أنّ رسالتها كانت نشر الحب والسلام حتى وهي تواجه الموت، أمّا أنتم، فأنتم وأمراضكم النفسية وحقدكم هو السرطان نفسه.
بين احتلال ظالم ومرض لا يرحم، لم تنعم ريم بنّا بالسلام يوما في حياتها، فاتركوها ترحل بسلام.
ريم، سنشتاق لفنجان القهوة الذي كنت تشاركينا إياه من شرفتك في فلسطين، سنشتاق للورود التي كنتي تنشري عبيرها في صور بسيطة التقطتها لترسمي البسمة على وجوهنا، سنشتاق لابتسامتك، لوجهك، لصوتك، لروحك الحرّة الجميلة الثائرة… ريم بنّا، لروحك السلام!
شُيعت الفنانة الفلسطينية ريم بنا بالعلم الفلسطيني في مدينة الناصرة في فلسطين المحتلة. ريم قاومت سرطان الاحتلال لبلدها واحتلال السرطان لجسدها#ريم_بناRim Banna
Posted by عربي +AJ on Saturday, March 24, 2018
Hi Dear, are you genuinely visiting this site daily, if so after that you will without doubt get nice knowledge.
Howdy! This pоst could not be written much better! Rеading through this
articlle reminds me ᧐f my previous гօommate! He always kept
preаching about this. I will send his ⲣost to him. Fairly certain he’s ցoing to have a vdrу good read.
Thanks for ѕharing!