<div style=”direction:rtl;text-align:right”>فلسطين تبوح بسرّها</div>
هذه الكلمات المؤثّرة تعكس حال فلسطين التعيسة، وحال أهل فلسطين الذين يحتضرون ويستغيثون بأمّةٍ “لا حول لها ولا قوة” ومو شاطرة إلّا بالولولة والنواح والشجب والاستنكار ولبس آخر صيحات الأزياء السوداء للتعبير عن “الحداد العام والمؤازرة المعنوية” بطريقة “كوول”، معذورين مو طالع بإيدنا شي، مساكين إحنا شو مغلوب على أمرنا (هذا طبعا باستثناء الجهود المشكورة لبعض الأخوة والأخوات والقليل من المؤسّسات الذين عملوا بجد لجمع التبرعات وإرسال المعونات لأهلنا في غزة) … المهم، أترككم مع هذه الأبيات التي هي من تأليف أختي مُنيا على فكرة
فلسطين تبوح بسرّها
غصن زيتوني وترابي
قبة صخرتي وكنيستي … بل وحتى ساقيتي ونسيم رياحي
باتوا ينصتون منذ الأزل لهتافات أبنائي
بتنا نستمع لمن حملتهم أحشاء أرضي وننتظر وعدَ من ربتت على أكتافهم كفِّي
أبنائي
كنتم … وما زلتم تلئمون جراحي
حتى أصبحت تذرف الدمع عيني
لا ألماً ولا ضعفاً ولا يأساً منّي
بل أئنّ حُرقةً … هل منكم من تتوق أذناه أن تسمع لسان حالي
فها أنا سأبوح لكم بسرِّي
أرضي … ماعادت ذاك السهل الأخضر … أين حيفا وعكّا؟ أين غصن زيتوني؟
سمائي … ماعادت ذاك الفضاء الأزرق … مالي لا أرى الدُّوري وعصفور شمس فلسطيني
أنظر من حولي … فأتيه في غياهب حيرتي وظنوني
أين أهلي وصحبي … أين هُم خِلاّني؟
أين حجري وسهمي … أين كوفيّتي وحصاني؟
مالي أرى قوماً ينهشون بَنِيّ ويغتصبون أرضي
مالي أرى رضيعاً أمسى كهلاً بل ومات قبل أن يولد
مالي أرى أسيراً ذاق ذُلاً بين يدي وحشٍ همَّ يُردد
براءٌ منّي وحوش هذه الدنيا
براءٌ منّي شياطين جهنم … أنا إسمي صهيون
أين عروبتي؟ أين ديني؟ أين حُرمة مسجدي وكنيستي ومعبدي؟
أين من تمشي في عروقهم دمائي؟
أين من يعبد الربَّ الأوحد؟ أين من يقتدي بهَديِ نبيّه مُحمد؟ أين من حمل الأمانة وتكبَّد؟
توجّستُ خيفَة … حتى أنّ صبري كاد ينفد
إلى أن قبَّلت جبيني شفاه طفل حمل الحجر … انتفض وتوعَّد
قائلا فلسطين يا أمي ونبض فؤادي
عشتُ في ظلمة رحمك وفي نور ذاك الرحم سأرقد
من ربّي لكِ وعدٌ … هو نصرٌ وغير نصرٍ لن يكون
فقومي ترنّمي ودقِّ الطبول
هذا قولٌ ربّي وقولُ ربّي حقُّ لابد سيكون
وحينها
تفتحت أزاهير ذاكرتي لأرى صلاح الدين وخالد بن الوليد
ورجالاً يزأرون
أن نحن هنا … فصبراً يا أمّ الشهيد
قادمون يوماً ما هو ببعيد
وهكذا … عاد إيماني بذاك الأمل من جديد
وأيقنت أن هذا أمرُ ربّي وأنا فلسطين عن أمر ربّي لن أحيد