February 15
2021
ورحل مُريد البرغوثي
قبل هجوم كورونا على العالم بأسابيع، كنت في إحدى المكتبات العامة أستعير بعض المراجع، وكالعادة ختمت زيارتي بالتوجه لركن الكتب المستعملة التي تعرضها المكتبة للبيع، والتي يذهب ريعها لتجديد موارد المكتبة ورفوفها. وكانت دهشتي _وفرحتي_ لا تُقاس عندما رأيت هذين الكتابين، جنبا إلى جنب، كعصفورين يدفئ واحدهما الآخر. ودون تفكير التقطتهما من كومة الكتب، ودفعت ثمنهما: 50 سنتا للكتاب الواحد.
دولار واحد لكتابين قيّمين يحملان في صفحاتهما ما تتجاوز قيمته ملايين الدولارات من التراث والتاريخ والمشاعر ورائحة تراب فلسطين.
قبل يومين فقط، كنت قد انتهيت من قراءة كتاب مترجم للألمانية بعنوان (IKIGAI)، أي الهدف الذي تعيش من أجله والذي يحرك داخلك كل يوم ويدفعك للحياة. وفور انتهائي منه، وجدتني أبحث عن أي كتاب على رفوفي أشتم فيه عروبتي وفلسطيني، فأخذت عصفوريّ ووضعتهما على طاولتي لأبدأ في قراءتهما. وفي الأمس وجدت يدي تضم أحدهما لأعرف بعدها بساعات، بأن ذاك العصفور قرّر التحليق بعيدا عن دنيانا ليلحق بعصفورته.
رحم الله رمزا من رموز الأدب العربي الفلسطيني، #مريد_البرغوثي، ورحم زوجته الروائية #رضوى_عاشور. الله يصبر ابنهم الشاعر الفذ #تميم_البرغوثي.