ألمانيا تساعد اللاجئين وتباً لكل من يصفق
تناقلت شبكات التواصل الإجتماعي الكثير من المقالات التي كانت بمثابة ردة فعل عنيفة -برأيي- على مشاركة فيديوهات تمدح ألمانيا وتطري على تعاملها مع اللاجئين السوريين، وبشكل عجيب غريب هوجم العديد من المدونين والمغردين على تويتر لمشاركتهم في مدح ألمانيا، معتبرين هذا إنتقاصاً من شأن الدول العربية التي سبقت ألمانيا وغيرها من دول الغرب في إحتضان ومساعدة اللاجئين.
أفهم بكل تأكيد، أن هناك كثر “ما بعجبهم العجب ولا الصيام في رجب”، وعندهم حقد عجيب على كل ماهو عربي، حتى أنفسهم، وأفهم محاولات مواجهة هؤلاء لإسكاتهم وإلزامهم حدود العرفان والإنتماء؛ ولكن أن نعتبر العديد من مثقفي العرب معقدين بعقدة “الغرب دوماً أفضل”، أو أنهم يمدحون بهدف “مسح الجوخ” أو الإنتقاص من شأن بلادهم العربية و جهودها، فهذا ما لا أستطيع استيعابه أبداً، وللأسباب التالية:
1. كل الفيديوهات كانت تشيد بما فعلت ألمانيا كسباقة لغيرها من دول أوروبا التي رفضتإستقبال اللاجئين وأغلقت حدودها في وجههم. وكل التعليقات التي كانت مصاحبة لهذه المشاركات كانت موجهة لباقي الدول الأوروبية لتحذوا حذو ألمانيا.
2. مع أن متوسط دخل المواطن الألماني أعلى بكثير من نظيره العربي، ولكن أغلب المتطوعين في مساعدة اللاجئين هم من طلبة الجامعات الذين يعتمدون على أنفسهم في تأمين تكاليف التعليم، هذا عدا عن أن الموضوع لا يقاس بالماديات، فكثيرون لم تسمح ظروفهم المادية بتقديم أي دعم مادي، و اكتفوا بالتواجد والسمع لهموم اللاجئين، بدل أن يقفوا مكتوفي الأيدي.
3. ، الألمان الذين إستقبلوا اللاجئين قاموا بذلك ضد إخوانهم الألمان الذين عارضوهم، وتحدوا أبناء عرقهم لمساعدة أناس من غير عرقهم، ولا دمهم، لا يتكلمون لغتهم، ولا يشاركونهم تقاليدهم ولا معتقداتهم، ليسوا أشقاءهم، ولا أقرباءهم، فنعم الإفتخار بتصرف ألمانيا ليس عيباً ولا مبالغة.
4. هناك فرق شاسع بين التمجيد والإشادة، والإشادة بتصرفات شعب في موضوع معين، لا تعني أبداً تمجيدها وسياستها كدولة في كل المواضيع، ولا تعني عدم الإنتماء لبلادنا الأم، أو احتقارنا لعروبتنا.
وفي النهاية، إستقبال ومساعدة اللاجئين _في أي مكان في العالم_ هما بداية مشوار طويل في الإغاثة والإحتضان، المهم الاستمرارية في تأمين بيئة كريمة تحترم فيها إنسانية اللاجئ، وتوفر له سبل العيش الكريم دون “تحميل جمايل” ودون تذكيره بمأساته أو إشعاره أنه نكرة أو عبء أو أقل مستوى من غيره.
آملين أن يفرج الله كرب كل لاجئ أياً كان أصله، وأن يسهل على اخواننا السوريين وأن ينتهي هذا الكابوس الذي يعيشونه.
بنحب نحكي بل ونفتي..
*مهارتنا الأصيلة*!
————————–
إلا من رحم ربي من هذه الآفة
Haitham 😀