<div style=”direction:rtl;text-align:right”>“ادخلوها بسلام آمنين”</div>
اقشعرّ بدني حين شاهدت الشعب المصري يُدهَس بسيارات الشرطة، ويُرَشّ برشّاشات المياه وهو يؤدي الصلاة، ويُقذَف بالقنابل المسيلة للدموع جوّا، وكأنّه استعمار، احتلال يهاجم ضحيّته، وليس شرطة تتعامل مع شعب هي منه وفيه، من المفروض أن تكون حاميته وحافظة أمنه. والله دمعت عيني حين رأيت الرجال وهي تجري لتقف بجانب بعضها لتنضم إلى صفوف المصلّين بالرغم من رشاشات المياه وكأنّهم يقولون “طَز” فيكم… أسعدني تجمّع المصريين من مختلف فئات المجتمع ومن مختلف الأديان والطوائف ليثبتوا ا أن “سفالة” هذا النظام الدكتاتوري وحقارته إنّما تزيد الشعب إصرارا على الكرامة والحرية والوحدة.
مهمّة المصريين في إسقاط عديم الإحساس مبارك ستكون أعقد وأصعب من تلك التي أسقط فيها شعب تونس الأبيّ بن علي الفاسد، لسبب واحد، ألا وهو موقعها الجغرافي الذي بلاها بإسرائيل. وبما أنّ إسرائيل تقول علنا أنّ نظام، أو بالأحرى “لا نظام” مبارك أهمّ بالنسبة لها من ديمقراطية الشعب المصري، فأنا على يقين أنّ ما ينتظر شعب مصر الحبيب لا يسر أبدا. ولكن يظل همّ وقرف إسرائيل أهون بألف مرة من الذل والهوان تحت حكم مبارك، فإسرائيل بطبيعتها مستعمِرة، ولكن مبارك مع كل أسف مصري…
ندعو جميعا لمصر وأهلها الثّوّار الطيبين بالنصر والتوفيق والحرية والطمأنينة التي يستحقّوها لترجع مصر أم الدنيا، بعزّة شعبها ورضاه… ولكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه هو: بعد أن بدأت تونس موجة ثورات الغضب هذه، هل ستنتقل عدوى الثورة للمزيد من البلدان التي تعاني الدكتاتورية؟