كم تجرعنا الصبرَ
ومرارة َ العلقم ِ
من غدرِ الزمن ,
وتفرقت أشلاؤنا
فى الكون ِ
تبحثُ عن هوية ٍ
عن حلمٍ
عن وطن ,
نحسبه ُ جنة ً للخلد ِ
فإذا بهِ أرض ٌ
للخوف ِ
ينتظرنا به ِ للموت ِ
ألفُ سجان ٍ
بالف ِ قناع ٍ
وألف ِ تابوت ٍ
بلا كفن

ماذا تقول يا أبا عباس ؟
وأنتَ أيضاً يا أبا هنية ؟
ماذا تقولان
لدماء ِ الشهداء
لأصحاب ِ القضية
لأطفال ِ الحجارة
لأصل ِ الحضارة ؟
ماذا تقولان
للطين ؟
للمساكين ؟
لأهل ِ المخيمات ؟
لأصدقاء ِ الشتات ؟
لدير ياسين ؟
لأبطال ِ حطين ؟
لشهداء ِ فلسطين ؟
للأسرى
للأرامل
للركع
للرضع ؟
ماذا تقولان
لأهل ِ غزة الطيبين ؟
أقمنا لكم دولة ؟
وقودها ؟
طعامها ؟
مائها ؟
مطرها ؟
من يد غيرها ؟
من يدِ عدوها ؟
ألا تبت أيدي المارقينيا زعماء فلسطين
سؤالي حزين
نقول ضاعت القضية
توارت الهوية
فلتهنأ يا رابين
ولتقري عيناُ يا مائير
ولتبتسم يا بلفور
تحققَ الوعد
وصدقَ العهد
وضاعت دماء الشهداء
دماء الأخوة
دماء الصفوة
فى جدل ٍ عقيم
بين أهل ِ فلسطين
انقطع الحوار
بين أهل الجوار
وسالت بحور الدم
وما بقى لنا
سوى الهم
فى ربوع ِ فلسطين
يا أبا عباس
يا أعز الناس
سافر للهند
للسند
للبيت الأبيض
أو الأسود
نريد ُ حلا ً للقضية
وأنتَ يا أبا هنية
يا كبير الناس
عليك َ بالمسؤلية
بلم الشمل
ببقايا القضية
بأي ثمن
كفى سفكاً
لدمائنا الذكية
يا زعماء فلسطين
سؤالي حزين
نريد ُ حليباً للأطفال
نريد ُ ضوءاً للنهار
نريد ُ مدرسةً ً
نريد ُ مسجداً و كنيسةً
نريد ُ باذار
لا يُباع ُ فيه ِ الوطن
ولا دماء الأحرار
نريد ُ رغيفَ خبز ٍ
فى حرية
نذهب لنصلي فى حرية
نموت ُ فى حرية
نريد ُ علما ً مرفرفاً
وطناً بحدود ٍ مرئية
يعيش ُ فيهِ الإنسانتحالفا مع الإنسان
مع الكهان
مع الرهبان
مع كائن ٍ من كان
نريدُ دولة ً لفلسطين
بجوارِِِِِِِِ سفر ٍ وهوية
بلا حواجز
تمنع ُ العجائز
نريدُ وطننا ً كالأوطان
يعيش ُ فيهِ الإنسان
مثل َ أي إنسان
مع أبي عباس
وأبي هنية
قبل فوات ِ الأوان
نريدُ الأمان
نريدُ فلسطين الوفية
ويدي فى يد أبي عباس
والأخرى فى يد أبي هنية !
وتعيشُ فلسطين
حرة ً وأبيةPoem for Palestine by Hasan Hijazi. Source: WATA